تؤكد الدراسات أن الالتهاب، وهو استجابة جسدية شائعة بعد الإصابة أو انتقال العدوى، يسبب آلاماً جسدية، إلا أن الالتهاب المزمن، إذا دام، يشكل مخاطر صحية كبيرة، ويساهم في الإصابة بأمراض مختلفة، مثل مشاكل القلب والأوعية الدموية وحالات الصحة النفسية، وفي ضوء هذه المخاوف المتزايدة، يسلط أخصائيو التغذية الضوء على فعالية نبات الروزماري أو إكليل الجبل، وهو عشب مشهور ليس فقط لسحره في فن الطهي ولكن أيضاً لخصائصه القوية المضادة للالتهابات.
يتداخل الالتهاب المزمن، الذي يساهم فيما يقرب من نصف حالات الوفاة العالمية وفقا لدراسة حديثة، يتداخل مع العديد من الحالات الصحية، مما يؤدي إلى تفاقم خطورته، وتؤكد أمبر بانكونين، أخصائي التغذية، على التفاعل بين الوراثة والنظام الغذائي في الالتهابات والأمراض، ويحث على اتخاذ تدابير غذائية استباقية. وبخلاف فكرة العلاجات باهظة الثمن، يظهر إكليل الجبل كحل يسهل الوصول إليه، بتكلفة تتراوح بين 2 إلى 3 دولارات فقط. تكمن فعاليته في مجموعة غنية من المركبات النباتية، وخاصة البوليفينول ومضادات الأكسدة، التي تستهدف المسارات الالتهابية وتحييد الجذور الحرة، وبالتالي تعزيز صحة الخلايا.
تؤكد المراجعات العلمية الحديثة الإمكانات العلاجية لإكليل الجبل، حيث تثبت مركبات مثل حمض الروزمارينيك وحمض الكارنوسيك تأثيراتها القوية المضادة للالتهابات والأكسدة. ورغم أنها نتائج واعدة، إلا أن هناك ما يبرر إجراء المزيد من الدراسات السريرية للتحقق من صحتها بشكل قاطع، تصنف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (إف دي إيه) إكليل وزيت الجبل على أنه نبات آمن للاستهلاك بشكل عام، كمكملات غذائية. ومع ذلك، ينصح بتوخي الحذر، فضلاً عن التشاور مع المتخصصين في الرعاية الصحية قبل دمج إكليل الجبل في النظام الغذائي.
ويقدم الشيف بانكونين اقتراحات عملية لدمج إكليل الجبل في الوجبات اليومية، بدءًا من نقع الزيوت وحتى توابل البروتينات والخضروات. يمكن للمقايضات والإضافات البسيطة أن ترفع مستوى الأطباق مع تعزيز الفوائد المضادة للالتهابات، إن دمج إكليل الجبل في الأطعمة اليومية لا يثري تجارب الطهي فحسب، بل يعزز أيضًا قدرة الجسم على مقاومة الالتهابات، وفيما تستمر الرحلة نحو فهم الإمكانات الكاملة لإكليل الجبل، يتميز بسهولة الوصول إليه وتعدد استخداماته ما يجعله إضافة لا غنى عنها في وجبات أصحاب المذاق المميز.